الأزمة المالية العالمية 2008

الأزمة المالية العالمية 2008


قراءة في الأزمة المالية العالمية 2008

      

إن ما حدث في وول ستريت شهر أيلول 2008 من انهيار مالي ومصرفي أدى إلى تدحرج النظام  المصرفي الرأسمالي العالمي برمته ، ما هو حقيقة إلا دلالة واضحة  على فشل نظام القطب الواحد في السياسة العالمية والذي أدى إلى تخبط في الاقتصاد كما هو تخبطا في السياسة.

 إن المراقب لما يجري في الساحة العالمية ، يجد أن سبب هذا الانهيار يعود إلى ستة أسباب رئيسية

 

١ -  نظام بطاقات الائتمان أو ما يعرف بالكردت كارد والتي تعطى بناء على مراقبه للسيرة المالية للشخص وحسب ما تشير إليه تقارير(كرِدت بيرو) ، والتي غالبا لا تعتمد على أي ضمانات ماديه لفتح الحساب أو زيادة سقفه وإنما حركة الزبون المالية والتزامه بالدفع في الوقت المحدد وعدم التأخير، والذي يراجع ربعياً أو نصفياً من قبل الشركة أو المؤسسه المالية ذات العلاقة، وبناء على تقارير هذه المراجعات يتم رفع سقف الرصيد المسموح بطريقه مدروسة وبما يتناسب مع الدخل السنوي للعميل

٢ - اقتصاديات دول آسيا الناشئة ، فهناك العديد من دول آسيا كالصين وماليزيا وأندونيسيا وغيرها أصبحت تنافس الصناعات الأمريكيه وبكلفة بسيطة جدا بسبب تدني الأجور وأسعار المواد الأولية مقارنة بالصناعات الأمريكية، مما كان له الأثر الكبير بتدهور الاقتصاد الأمريكي وإفلاس العديد من الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية مثل صناعة السيارات والالكترونيات والتي لا تزيد نسبة تكلفتها في دول آسيا على 25% عن مثيلاتها في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى تقليد المنتجات الأمريكية في هذه الدول وبنسبة إتقان عالية جدا ، فالزائر للقرية الصينية في نيويورك أو فيغاس أو اتلانتا يقف على حقيقة هذه الأمور.

٣ - سيطرة اليهود على النظام المالي العالمي من خلال سيطرتهم على البنوك والمؤسسات المالية والصناعية والإعلامية، والتي يكون بيدها رفع سعر الفائدة أو خفضها وبما يتناسب مع مصالح اليهود أنفسهم، فإذا كانت ألأرصدة بأيديهم غالبا ما   يلجأ ون إلى رفع سعر الفائدة والمبررات لديهم كثيرة ، وكذلك الحال إذا كانت الأرصدة ليست بأيديهم فإنهم يلجأون إلى خفض سعر الفائدة لتسهيل مهمة إعادة هذه الأموال والارصدة إلى أيديهم ، وهم بالتأكيد يفعلون كل ما بوسعهم لإنجاز هذا الهدف، وخاصة إذا ما عرفنا أن الإمبراطورية الإعلامية بوسائلها المختلفة هي تحت سيطرتهم سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية مثل CNN أو FOX NEWS  بالإضافة إلى العديد من الصحف اليومية والاسبوعية والتي تعمل بإمرة اللوبي اليهودي هناك ، وخير دليل على ما أوردناه في هذا السياق هو ما نبه إليه وتنبأ له الرئيس ألأمريكي الراحل بنيامين فرانكلين ، حيث قال : ( في أي دولة استوطنها اليهود بأعداد كبيرة فإنهم قضوا فيها على الأخلاق وهبطوا بروحها المعنوية وعملوا على تدهور تكاملها الاقتصادي كما أنهم عزلوا أنفسهم ورفضوا الاندماج فيه ... وكذلك قاموا بالسخرية والتقليل من شأن الديانة المسيحية ، التي على أساسها قامت هذه الدولة ، وذلك عن طريق معارضة تعاليمها وحرماتها... كما أنهم يقومون بإنشاء دولة داخل الدولة ، وحينما تتم مقاومتهم يحاولون خنق هذه الدولة مالياً ... تمامًا كما فعلوا في أسبانيا والبرتغال ) هذا ويستطرد قائلاً : ( إذا لم تمنعوهم ففي خلال 200 عاما سيصبح أحفادنا خادمين عاملين في مزارعهم وحقولهم .. بينما هم جالسون في بيوت المال يفركون أيديهم في نشوة

أنا أحذركم أيها السادة... إن لم تمنعوا اليهود وتتجنبوهم في جميع الأزمان فسيلعنكم أبناؤكم في قبوركم 

أيها السادة .. دعوا اليهود يولدون أينما ولدوا ... حتى وان ولدت أجيالهم أبعد ما يكون عن آسيا .. فلن يكونوا شيئا آخر، فأفكارهم لا تتوافق ولا تتماشى مع أفكار الأمريكان ... حتى ولو عاشوا وسطنا ومعنا لعشرة أجيال ... فالنمر لا يستطيع أن يغير جلده... اليهود هم التهديد لهذا البلد إذا سمح لهم بدخوله ويجب أن يبعدوا عنه بواسطة هذا الدستور 

٤- نظام الإفلاس وهو نظام قائم بذاته ،له أصول قانونية وله المحاكم الخاصة به، كما أن له محامون متخصصون به، وباختصار هو عبارة عن نظام أو قانون وجد لحماية اللصوص والمحتالين والنصابين ، والذين أوجدوه بلا أدنى شك هم اليهود ، حيث أن الحجز إذا ما تم فانه يتم على جميع الأموال الخاصة بالبزنس المحجوز عليه فقط ، ويستثنى من الحجز الأموال في الحسابات الشخصية وأي أنواع أخرى من البزنس والتي تقع تحت مسميات أخرى تختلف عن البزنس المعلن إفلاسه ، بالإضافة إلى البيوت والسيارات والتي تكون خارج عملية الحجز بسبب الإفلاس ، إذ أنها تعتبر وبنص القانون لا علاقة  لها بأصول البزنس المعلن إفلاسه، مما يفتح المجال أمام اللص بأن يحول كل الأرصدة العائدة للبزنس لحسابه الشخصي ثم إعلان الإفلاس والذهاب إلى محكمة الإفلاس ، وبهذه الطريقة يكون قد افلت من القانون وبطريقة قانونية ، وكأن لسان حاله يقول : هذه تجارتي المعلن إفلاسها، وهذه أرصدتها، وخذوا كل ما تجدوه ، طبعاً لن يجدوا شي    

٥العولمة ونظام السوق ، من المؤكد أن العولمة وترك الحبل على غاربه أمام المؤسسات الاقتصادية والاقتصاديين ليضعوا خططهم كما يحلوا لهم وبمنأى عن الرقابة الحكومية ، ورفع الحكومة يدها عن الرقابة على المؤسسات الاقتصادية وترك أمر إجراء التصحيح الاقتصادي للمؤسسات الاقتصادية نفسها أدى إلى هذا الانهيار وبهذه السرعة، وخير دليل على ذلك الاقتصاد الصيني ؛ إذ أن الحكومة ما زالت تمارس أعمال الرقابة وتتدخل عندما تقتضي الضرورة ذلك ، لذا نجد أن الصين لديها فائض 2 تريليون دولار ، أما الولايات المتحدة فلديها عجز أكثر من ذلك، وهما نموذجان يجب أن ينظر اليهما بجدية وان يتم التعامل مستقبلا على هذا الأساس ،  إذ لا بد من عودة الرقابة الحكومية على الاقتصاد لتجنب أي انهيار اقتصادي آخر قد يؤدي إلى انكماش ثم إلى كساد وكما حدث في الولايات المتحدة عام 1929 إذ عرف آنذاك بالكساد الكبير.

٦الحرب الصليبية والتي أعلنها الرئيس بوش الابن عام 2001  وفي أعقاب أحداث أيلول الدامية ، حيث أعلن حربه على الإسلام  باسم الحرب على الإرهاب وفتح عدة جبهات كان أولها أفغانستان ، ثم ألعراق ثم لبنان حيث كانت الحرب أمريكية إيرانية بالوكالة حيث كان السقوط المدوي لمشروع الإمبراطورية السياسي   والذي أدى بدوره إلى الانهيار الاقتصادي العالمي ، وكأن الرئيس بوش لم يقرأ  التاريخ جيدًا ... فكل الإمبراطوريات التي انهارت كانت بسبب كثرة حروبها ... حيث أن كلفة الحرب المادية باهضة التكاليف على الاقتصاد القومي ، وهذا ما حدث وما زال للحديث بقية.

حكمت المستريحي

 hekmat@only-solution.com

 

 

...