التسويق العصبي
خلال السنوات الأخيرة شهدت التكنولوجيا تطوراً هائلاً وسريعاً، ولا شك أن هذا التطور الهائل أثر بشكل كبير على مختلف المجالات ومنها مجال التسويق حيث ظهر التسويق العصبي.
البروفيسور جيري زلتمان Gerry Zaltman أستاذ التسويق في جامعة هارفارد هو أول من أدخل التسويق العصبي في النصف الثاني من التسعينيات. فأوضح أن الإنسان مخلوق بيولوجي ونفسي اجتماعي بالتالي يمكن لتقنيات مسح الدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) وعلم البصريات الوراثي وتخطيط كهربية الدماغ (EEG) وغيرها بتسجيل وتفسير التغييرات التي تحدث في أدمغة الناس أثناء أنشطتهم الفكرية والتشغيلية وبالتالي معرفة كيف يفكر العملاء وكيف تعمل أدمغتهم لإقناعهم بشراء المنتجات أو الخدمات.
فالتسويق العصبي هو منطقة التقاطع بين علم الأعصاب والتسويق، فهو أسلوب بحث تجاري في السوق لدراسة نشاط الدماغ يجمع بين علم الأعصاب الإدراكي ومنهجيات علم النفس السلوكي لفهم كيفية استجابة المستهلكين للمنتجات والعلامات التجارية ومحفزات الإعلانات، ويتضمن استخدام أساليب علم الأعصاب لفهم السلوك الشرائي للمستهلكين. يستخدم هذا النهج تقنيات علم الأعصاب لقياس نشاط الدماغ للمستهلكين وفهم استجاباتهم العصبية حول المنتجات أو الإعلانات أو العلامات التجارية ولفهم الأسس العصبية في قرارات الشراء لدى المستهلكين. حيث يساعد ذلك في وضع / تطوير استراتيجيات التسويق والحملات لتصبح أكثر فعالية.
كما أن تأثير الألوان والتعبئة وتصميم المنتج أو الموسيقى والصور ونصوص الإعلان تؤدي إلى تفاعلات مختلفة في أذهان العملاء، ويمكن أن تؤثر ردود الفعل هذه على قرار الشراء.
بالرغم من تطبيق العديد من الشركات العالمية للتسويق العصبي في الإعلان وتصميم المنتجات وأبحاث السوق، فقد أعرب بعض النقاد عن مخاوف أخلاقية بشأن استخدام التصوير العصبي والتقنيات الغازية الأخرى في أبحاث التسويق.
بلقيس المستريحي
مدير التدريب
balqees@only-solution.com
...